أعلن وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن اتفاق مبدئي للعمل على المصالحة الخليجية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، على هامش زيارة يجريها الوزير القطري إلى العاصمة موسكو.
وقال آل ثاني إن هناك "اتفاقا مبدئيا للعمل على المصالحة الخليجية، وهناك اختراق للأزمة حدث قبل أسبوعين".
وأضاف "المناقشات بشأن المصالحة الخليجية كانت مع السعودية فقط لكنها كانت تمثل بقية الأطراف"، وشدد على أن بلاده ترفض أي تدخل في شؤونها.
وتعكس تصريحات وزير الخارجية القطري إصرار الدوحة على المضي قدما في سياساتها التي أضرت بمصالح وأمن المنطقة، وأنها تريد مصالحة خالية من أي التزامات من بينها وقف السياسات التحريضية على منابرها الإعلامية ودعمها لجماعات إسلامية متطرفة على رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
ومن غير المتوقع أن يحصل خلال القمة المرتقبة اتفاق تام وناجز بين قطر والدول الأربع، حيث من المرجح أن يشمل التوافق الدوحة والرياض فقط.
وكانت الدول الأخرى المقاطعة (الإمارات ومصر والبحرين) أبدت تحفظا في ترحيبها بالتقدم في جهود الوساطة، في ظل عدم ظهور أي نوايا جدية للدوحة لتغيير نهجها المزعزع للاستقرار.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بسبب تورط الدوحة في دعم جماعات إسلامية متطرفة وتقاربها مع إيران، في ظل أدلة قوية على دور الدوحة المشبوه في المنطقة وخارجها.
وترافق قطع العلاقات مع إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي.
وتمسكت الدول الأربع حينها بقائمة من 13 مطلبا كانت الدوحة رفضت التجاوب معها، وكان على رأسها التخلي عن سياسات دعم وتمويل الإرهاب والتوقف عن توفير منصات إعلامية لجماعات متطرفة يقيم قادتها في العاصمة القطرية وفي تركيا، وتضمنت القائمة أيضا التخلي عن التواصل مع إيران التي يتهمها خصومها الخليجيون والغرب بأنشطة تستهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ودعا وزير الخارجية القطري في المؤتمر الصحافي "للحوار بين الدول الخليجية وإيران"، وقال "نرحب بأي مبادرة من شأنها جعل المنطقة مستقرة بشكل أفضل وأن يكون هناك تفاهم مبني على أسس التعاون بين الدول على ضفتي الخليج العربي".
وتشهد المنطقة العربية أطماعا خارجية تتمثل في المشروعين التوسعيين لكل من إيران وتركيا اللتين تتشابهان في الاستراتيجية المذهبية باستخدام وكلائهما من الميليشيات لتنفيذ أهدافهما في المنطقة.
ويشكل المشروعان تهديدا خطيرا على المنطقة من خلال إثارة الفوضى فيها وتدميرها لنهب ثرواتها، وتجلى ذلك في تدخلهما في العراق وليبيا وسوريا واليمن.