الأربعاء، 4 سبتمبر 2024

ظلال طرطوس… أول فريق لمسرح خيال الظل أطلقته الأمانة السورية للتنمية

أول فريق لمسرح خيال الظل أطلقته الأمانة السورية

ظلال طرطوس… أول فريق لمسرح خيال الظل أطلقته الأمانة السورية للتنمية

 

شارك 21 مخايلاً ومخايلة من طرطوس في تدريبات مكثفة لمدة شهر كامل على مهارات فن مسرح خيال الظل، نفذتها الأمانة السورية للتنمية تلاها تقديم عروض على مدار تسعة أشهر كمرحلة تدريبية وصولاً لإطلاق “ظلال طرطوس” كأول فريق لمسرح خيال الظل في المحافظة، لإعادة إحياء هذا الموروث بعد أن أدرجته اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة اليونيسكو عام 2018 على قائمة التراث الذي يحتاج إلى الصون العاجل.

وخلال حفل إطلاق الفريق الذي أقيم في ساحة مدينة طرطوس القديمة، قدم الفريق عرضاً حمل عنوان “شاشة وشوية تراث” لتروي شخصياته قصصاً وحكايا أضاءت على بعض من جوانب تراث منطقة الساحل السوري وصناعاته التقليدية، كصناعة السفن وأدوات الصيد وعادات أهل المدينة والريف الاجتماعية، أدخلوا خلالها أمثالاً شعبية وأهم المأكولات التراثية، مع ذكر المواقع الأثرية فيها.

العرض تحدث أيضاً عن دور الأمانة السورية للتنمية وجهودها بتأسيس فرق خيال الظل في عدة محافظات، والتي كانت بدايتها من دمشق عام 2019 إيذاناً بإعادة إحياء هذا التراث، لتنتقل بعدها إلى محافظتي السويداء وحلب مع عرض قصص نجاح لمخايلين من تلك المحافظات، وترافقت العروض بتوضيح مراحل التدريب وصولاً إلى كيفية تقديم العروض.

مدير الأمانة السورية للتنمية بطرطوس هادي ضاهر، أشار في كلمته إلى أهمية مسرح خيال الظل الذي يمثل جزءاً من تراثنا وثقافتنا، و ضرورة أن يبقى مصاناً تتوارثه الأجيال قائلاً: “خيال الظل ليس مجرد دمى تحركها أصابع المخايلين من وراء ستارة رقيقة، بل هو وجدان شعبي وذاكرة حيّة وجزء من حكايا الشعوب ورسالتها وقطعة لا تموت من تاريخها وحضارتها”.

وبين ضاهر أن الأمانة السورية للتنمية توجهت نحو المهتمين بالظل وخياله عبر تدريب متقن، مستعينة بمختصين، ومع إعلانها إقامة برنامج التدريب في محافظة طرطوس عام 2023 تقدم العديد من الشباب والشابات لذلك، ولأن مسرح خيال الظل فن وثقافة مجتمعية وضعت معايير دقيقة للقبول والاختيار ليصبحوا مخايلين محترفين.

وأشار ضاهر الى أن برنامج التدريب أنتج 21 مخايلاً في طرطوس اجتازوا رحلة تدريب على المهارات وفقاً لمنهج نظري وعملي، وخضعوا لامتحان نهائي أشرفت عليه لجنة علمية متخصصة، لينتجوا 42 شخصية تعكس جزءاً من هوية وخصوصية المجتمع السوري، آخذين على عاتقهم إعادة الروح لمسرح خيال الظل وإطلاق ظلالهم من جديد، لافتاً إلى أن الأمانة تعمل على دمج فريق ظلال طرطوس ضمن أنشطة المنارات المجتمعية لإيصال محتوى هادف، داعياً الجهات والجمعيات للتشبيك مستقبلاً مع الفريق لاستخدام عنصر خيال الظل كعنصر تربوي اجتماعي ترفيهي توجيهي وفق رسائل مدروسة لتحقيق التأثير الإيجابي في المجتمع.

مشرفة دراسات مشاريع التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية شيرين نداف بينت أن الفريق يضم مجموعة من الشباب والشابات جمعتهم محبة مسرح خيال الظل لإعادة إحيائه وإقامة عروض وأنشطة دائمة بما يخدم الرسائل الاجتماعية والتربوية الهادفة.

مدربة الأداء المخرجة إيناس حسينه عرضت مراحل العمل الذي بدأ مع طرح استمارة إلكترونية التي تقدم الراغبين لتعلم هذا الفن من خلالها مروراً بالتدريب على كيفية تصميم وصناعة الدمى وقصها وتلوينها، ومن ثم طريقة تحريكها وصولاً إلى مرحلة التدريب على الصوت وأداء الحكايا، مشيرة إلى أن من أهم قواعد وأسس الاختيار الإلمام بالرسم، وأن يمتلك الشخص القدرة على أداء الصوت ومخارجه بطريقة سليمة مع الحضور الجيد والثقافة الواسعة.

وتحدثت خلود حجازي من جزيرة أرواد عن تجربة وعمل عائلتها في توثيق وحفظ قصص وروايات وشخوص مسرح خيال الظل الذي كان يقدم في أربعينيات القرن الماضي خلال فصل الشتاء، مع توقف أعمال البحر لأهل الجزيرة، حيث كان حسين حجازي أحد أفراد العائلة مواظباً على حضور الفصول التي كانت تعرف باسم (كريكيزة وعيواظة)، نسبة إلى شخصيتي كركوز وعواظ، وملازماً للمخايل سليمان المعماري المسؤول عن أداء تلك الشخصيات آنذاك، وكان حجازي يدون ويوثق هذا الفن بجهد فردي طيلة 20 عاماً صوناً له ولحفظه من الاندثار لتكون حصيلة هذا العمل 6 مجلدات بنحو 400 صفحة لكل مجلد .

ولفتت إلى تواصل وزارة الثقافة مع عائلة حجازي للعمل على تنفيذ هذا المشروع وطباعته ونشره، حيث تم نشر الجزء الأول منه مع العمل على متابعة العمل لنشر وطباعة المجلدات الخمسة الباقية.

وأكد عدد من المخايلين على أن شغفهم وحبهم للفن عموماً ولمسرح خيال الظل بشكل خاص بهدف صونه وإبراز دوره ورسالته السامية في التعبير عن قضايا ومشاكل وهموم المجتمع بطريقة تجمع بين الفكاهة والنقد عبر شخوص لها أثر وحضور يجعلها أكثر تاثيراً في ذهن المتلقي، كان من أهم أسباب رغبتهم بتعلمه ليكونوا عناصر فعالين في إحياء تراث بلدهم، وبالأخص تراث الساحل السوري، كما قال كل من علي شاليش وسيرين سليمان ودعاء عبود.

رافق حفل إطلاق الفريق معرض ضم مجموعة قطع أثرية لجزيرة أرواد تحتفظ بها عائلة حجازي، وقطعاً حديثة للتعريف بأدوات هذا الفن قديماً وحديثاً، إضافة الى فيلم تعريفي عن مراحل تدريب الفريق، ووصلة غنائية لكورال منارة الدريكيش المجتمعية قدم خلالها باقة من الأغاني التراثية من الساحل السوري.

الاثنين، 22 أبريل 2024

الأمانة السورية للتنمية تطلق حملة للتوعية بآثار العنف على الأطفال في حلب

تطرح الحملة مواضيع توعوية تتعلق بقضايا اجتماعية منها العنف الأسري وحقوق الطفل

الأمانة السورية للتنمية تطلق حملة للتوعية بآثار العنف على الأطفال في حلب

أطلقت الأمانة السورية للتنمية في حلب بالتعاون مع مديرية التربية حملة للتوعية بآثار العنف على الأطفال، وتستمر لعشرة أيام في مدارس الحلقة الثانية والمرحلة الثانوية بأحياء قاضي عسكر وحلب القديمة وهنانو والسليمانية.

وتطرح الحملة مواضيع توعوية تتعلق بقضايا اجتماعية منها العنف الأسري وحقوق الطفل، وتقديم استشارات نفسية للطلاب.

توعية ضد العنف

وبين مدير الاستجابة القانونية الأولية في الأمانة السورية للتنمية المحامي بشار اسكيف أن الحملة التي انطلقت من محافظة حلب لكونها عانت الكثير جراء الحرب الإرهابية، تشمل تقديم جلسات توعية ضد العنف، من قبل فريق مختص من المحامين والمعالجين النفسيين من الأمانة السورية للتنمية، ومرشد نفسي واجتماعي من مديرية التربية، بهدف رصد حالات العنف غير الواضحة ومعالجتها ضمن مناطق تواجد الأمانة في أحياء حلب الأربعة.

تأمين بيئة تعليمية صحية

وتهدف الحملة وفقاً لاسكيف إلى مساعدة القائمين في المنظومة التعليمية على تأمين بيئة تعليمية صحية ومناسبة تمكن جميع الأطفال من الاستفادة منها وتحقق أهدافهم، داعياً الأهالي إلى عدم الترويج لثقافة رد العنف بالعنف والتأكيد على احترام القوانين والتعاطف مع الآخرين.

التعامل مع ظاهرة العنف تجاه الأطفال

ولفتت مديرة منارة السفيرة المجتمعية ومسؤولة قطاع حماية الطفل في الأمانة السورية للتنمية بحلب زينة قبلاوي إلى أن الحملة تسلط الضوء على الجانب القانوني في قانوني الأحداث والطفل، مع تعليم اليافعين وتدريبهم حول آلية ضبط الغضب وإدارته وكيفية التعامل مع انفعالاتهم النفسية، انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية للتعامل مع ظاهرة العنف تجاه الأطفال في الأسرة وخارجها.

جلسات توعية قانونية

وتتضمن الحملة وفقاً لقبلاوي جلسات توعية مع الكوادر التربوية في المدرسة، ورصد حالات نفسية مكبوتة لدى الأطفال واليافعين والتي تنعكس على سلوكياتهم وتؤثر سلباً عليهم وعلى المجتمع.

وبينت المحامية في برنامج الاستجابة القانونية الأولية باسمة نجار أن جلسات التوعية القانونية تتضمن شرحاً حول العنف وأسبابه، والتنمر وآثاره السلبية التي تؤدي إلى تأخر العملية التدريسية، وقانون حقوق الطفل وواجباته، والتأكيد على أن الدولة تحمي حق الطفل في التعليم بكل مستوياته، وهو إلزامي ومجاني في مرحلة التعليم الأساسي.