الخميس، 1 أبريل 2021

زجاج النفخ يقاوم الاندثار بسوريا


في ورشة صغيرة على أطراف دمشق الشرقية ينفخ محمد الحلاق عبر أنبوب معدني طويل الزجاج المتوهج قبل تلوينه في حرفة يبذل وشقيقاه قصارى جهدهم للحفاظ عليها رغم أن سنوات السابقة حرمتهم من الزبائن وقال محمد (62 عاما) نحن آخر عائلة تعمل في مهنة نفخ الزجاج في دمشق وأخشى عليها من الاندثار. 

يتفنن الرجل في صنع كأس ويتحكم عبر النفخ بالشكل والحجم بينما يقف أمام الفرن الملتهب وبعد أن يبلغ الشكل الذي يريده يبرد العجينة قليلا قبل أن تدخل النيران مجددا وعبر ملقط من الحديد ينهي تصميم تحفته.

رغم قلة الطلب تصر عائلة الحلاق على فتح ورشتها في خان الزجاج في باب شرقي في دمشق القديمة بشكل يومي وأكد انه لا يوجد حاليا من يشتري أواني الزجاج المصنوعة يدوياً إلا موظفي السفارات الأجنبية وبعض البعثات الدبلوماسية أو الفنادق والمطاعم التي اتخذت من الطابع الشرقي سمة لها . 

و لا تزال ورشته قادرة على إرسال بعض القطع عبر وسطاء إلى زبائن في أوروبا لا سيما في فرنسا والسويد إلا أن ذلك لا يكفي لاستمرار المهنة  ولا يمنع الإقبال الخفيف  من التفنن في تلوين الكؤوس ورسم بعض النقوش عليها بعد تبريدها وتبلغ كلفة الكأس المصنوع يدويا أكثر من ضعف الكأس المصنع عبر آلات والذي يباع في السوق. 

ويقول رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في دمشق فؤاد عربش إنه لا يوجد حاليا في دمشق من يشكل الزجاج يدويا إلا عائلة الحلاق وربما في سوريا كلها لم يعد هناك أحد سواهم وتحاول الجمعية استقطاب الجيل الجديد عبر تنظيم ورشات تعريفية على سائر المهن اليدوية  بما في ذلك مهنة النفخ في الزجاج .

ويعزي اختراع حرفة النفخ في الزجاج قبل ألفي عام إلى الفينيقيين الذين طوروها خصوصا في مدينة سربتا (الصرفند حاليا) التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين صيدا وصور في جنوب لبنان. 

0 Comments: