الأزمة السورية تبلغ من العمر عشر سنوات كاملة في غضون شهرين قادمين فيما يعد علامة فارقة لأكثر الحروب الأهلية دموية وفتكا وتدميرا في التاريخ الحديث عندما خرج عشرات الآلاف من المواطنين السوريين إلى شوارع البلاد في مظاهرات سلمية للمطالبة بإجراء الإصلاحات السياسية .
لم يكن بوسع القليل منهم أن يتصور حجم العنف الوحشي والخراب الرهيب الذي قد يعمد نظام بشار الأسد إلى استخدامه لقمع مواطني بلاده فلقد جرى تدمير أكثر من نصف البنية التحتية مع غياب الاحتمالات الواقعية لأي عمليات إعادة بناء ذات مغزى.
وما يزال النظام السوري الحاكم منبوذا على الصعيد الدولي ومذنبا بقائمة اتهامات لا نهاية لها من جرائم الحرب الشنيعة ووفقاً إلى منظمة الأمم المتحدة لا يزال النظام السوري يواصل انتهاك اتفاقية الأسلحة الكيماوية واتفاقية نزع السلاح لعام 2013 ذات الصلة بها.
كما أن الاقتصاد السوري في حالة إنهاك شديدة إثر صراع داخلي لا يمكن تحمله بسبب الفساد العميق المستشري في كل أوصاله ولا تعتبر أزمات الخبز والوقود المتفاقمة في البلاد ناجمة عن العقوبات الدولية على سوريا وإنما بسبب الرفض الروسي الحالي لإنقاذ الدولة السورية الفاشلة والمفلسة تماما .
ولقد أسفر الانزلاق السوري المستمر في الأزمات المالية عن تآكل شديد في الطبقة الوسطى في البلاد حيث بات ما نسبتهم 90 في المائة من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر حاليا وأن حالة الإحباط العامة حيال النظام الحاكم هي في تزايد مستمر كما أن إشارات الغضب والسخط العام من قلب قاعدة الدعم والتأييد للنظام قد صارت أبلغ وأكبر من أي وقت مضى.
0 Comments: