الخميس، 31 مارس 2022

زيارة بشار الأسد الي الامارات تدل علي عمق العلاقات السورية الإماراتية

 



الامارات-سوريا


قام الرئيس السوري الأسبوع الماضي بزيارة الإمارات العربية المتحدة في أول زيارة له لدولة عربية منذ عام 2011، والتقى بالمسئولين هناك، هذا وان الإمارات تعد من الدول التي قامت بدعم الأزمة والتحديات التي واجهتها سوريا بشكل أو بآخر، ووفرت الأرضية لخروج هذا البلد من جامعة الدول العربية بمساعدة عدد من الدول العربية الأخرى. كانت هذه الزيارة أول زيارة لبشار الأسد لدولة عربية، ما عدى زيارته لطهران وموسكو. أثارت استضافة الإمارات لبشار الأسد قلق الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي، هذا وان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد قام بزيارة دمشق من ذي قبل، كما افتتحت الإمارات سفارتها في دمشق بعام 2018.

تحظى هذه الزيارة بأهمية من عدة جوانب للجانبين ودول المنطقة وهي:

دخلت سوريا مرحلة إعادة الاعمار وإنها بحاجة إلى الحصول على الشرعية في جامعة الدول العربية وأعضاءها لتحقيق اهدافها والحصول على المساعدات الضرورية، كما يرغب عدد من رجال الأعمال والشركات الإماراتية بالاستثمار في سوريا، ومن جهة أخرى وبعد تحسن الوضع الأمني في سوريا، أصبحت بحاجة إلى الحصول على استثمارات الدول الأخرى، لإحياء البلد، كما قام سوريون في دبي بالتوقيع على عدة معاهدات في مختلف المجالات الاقتصادية ومنها بناء محطات للطاقة الشمسية مع الشركات الإماراتية.

لدى سوريا عدد كبير من الشركات في دبي للالتفاف على العقوبات الأمريكية، ومن هنا فإنها بحاجة إلى إقامة علاقات مع دبي وأبو ظبي. ان الإمارات العربية المتحدة بلد اقتصادي وتجاري. أي أن الأرباح والخسائر الاقتصادية والتجارية تحدد التوجهات السياسية لهذا البلد، ولهذا السبب، أثرت الواقعية التجارية على الواقعية السياسية.

من أسباب استئناف العلاقات بين الإمارات وبشار الأسد ودعمها له، وجود عدو مشترك وهو الإخوان المسلمين، إذ تحاول الإمارات وعبر تعزيز العلاقات بالسعودية ومصر وسوريا ان تستهدف الإخوان المسلمين، ومن الواضح بان الدول الأربعة تعارض الإخوان المسلمين، مع ان السعودية لم تستأنف علاقاتها ببشار الأسد، فضلا عن هذا ان الإمارات تشعر بأنها وسوريا تواجهان عدوين على المستوى الإقليمي: تركيا وقطر، وعليه تريد الإمارات عبر بناء العلاقات بسوريا ان تعزز الجبهة المعارضة لقطر وتركيا.   

تريد الإمارات ان تتعامل مع سوريا بعيدا عن جانب القيم، إذ يعد بشار الأسد أقوى شخصية في هذا البلد، كما اقتربت أزمة سوريا من نهايتها، واستطاع بشار الأسد تحقيق الانتصار على الصعيد العسكري وعلى ارض الواقع، وانه مازال يترأس البلد ويمتلك السلطة. 

ان رفض الإمارات التصويت على قرار أمريكي يدين روسيا، وزيارة وزيرة الخارجية الإماراتي لموسكو، ورد أبو ظبي البارد على طلبات الولايات المتحدة للتعاون في إدارة سوق النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، إضافة إلى زيارة بشار الأسد لأبو ظبي، علامات تدل على الفجوة في العلاقات الإماراتية الأمريكية، خاصة ان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أعرب عن قلقه إزاء زيارة بشار الأسد للإمارات، قائلا إننا نشعر بخيبة أمل عميقة من محاولة إضفاء الشرعية على بشار الأسد. غير انه وكما يبدو أنها تختبر النظام العالمي الجديد إلى جانب الصين والهند.

هذه الزيارة تحظى بأهمية خاصة في العلاقات السورية الإماراتية، وقد تؤدي إلى زيارات رسمية للأسد لباقي دول المنطقة، وقد تكون مصر هي المحطة القادمة، كما ان لسوريا علاقات جيدة بالعراق.

في الوقت الراهن تعد دعوة الإمارات العربية المتحدة للأسد واستضافته كبيان مهم موجه للمنطقة والغرب، فهل تغضب الدول الغربية من تواجد الأسد في الإمارات وهو الحليف الرئيس لروسيا، وهل ينظرون إلى الإمارات كونها مقيمة السلام في المنقطة؟

آخر الكلام

0 Comments: