منذ تأسيس دولة الإمارات وهي تقوم على مبادئ ثابتة من التوازن السياسي, خاصة في علاقاتها بأشقائها العرب، إيماناً منها بأنّ الجسد العربي واحدٌ, وكل ما يصيبُ عضواً منه يؤثر في كيانه الموحَّد.
وكانت ولا تزال سوريا تحظى بمكانةِ الأخوّة، سواء في قلب القيادة الإماراتية أو الشعب الإماراتي على حدٍّ سواءٍ، وهذا ما يتضح جلياً من التعاطي الإماراتي مع الأزمة السورية بسياسة ثابتة تدعو إلى ضبط النفس واحتواء الموقف والجلوس إلى طاولة الحوار الداخلي الجاد منذ اليوم الأول لاندلاع شرارة الصراع على الأرض السورية, انطلاقاً من المصلحة العظمى لسوريا والعرب في الحفاظ على الدولة السورية، كدولة مؤسسات، وحمايتها من أنْ تصير نهباً للمشاريع الخارجية المتربصة بها وبالعرب عموماً, وهو ما يثبته التاريخ الطويل من العلاقات الأخوية على الأصعدة كافة, ومنها:
أولاً الصعيد السياسي: إذ تقوم العلاقات الإماراتية السورية على مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال, ودعم المشروع العربي القائم على مَنَعةِ الكيان العربي الموحد, والاتفاق الدائم على ثوابت القضايا العربية وتصديها لأي مشروع من شأنه المساس بالمشاريع العربية المستقلة, والرفض الدائم لكل تدخلٍ في شؤون أي بلدٍ عربي, وتأكيد الدعوات إلى الحوار وضبط النفس والعمل على احتواء أي أزمة تعتري بلداً من البلدان العربية, ودعم الحلول السلمية في إطار احترام سيادة الحكومات العربية وخيارات شعوبها.
ثانياً الصعيد الاقتصادي: فقد كانت ولا تزال دولة الإمارات، التي تتمتع باقتصادٍ عالميٍّ خلّاقٍ, ثابتة على مبدأ إقالة عثرات أشقائها, فكانت المبادرات الإماراتية أكثر من أنْ تُحصى في دعم الاقتصاد السوري والتعاون معه من أجل نهضته واستدامته, لا سيما خلال الأزمة السورية الطاحنة، التي عصفت بمقدرات البلاد, فاتخذت دولة الإمارات خطوات جريئة وقوية في الإفراج عن كثير من الأصول المالية السورية المجمدة لديها, كما لم تتأخر في تقديم المساندة خلال جائحة "كورونا"، متخذةً القرار بأنّها لن تترك سوريا وحدها في مواجهة الوباء القاتل, واليوم تمد يد العون لمشروعات تخفف من معاناة السوريين في مجالات الطاقة النظيفة، التي تعاني سوريا من فقرٍ شديدٍ في مواردها.
0 Comments: