الخميس، 25 فبراير 2021

الادارة الامريكية تتجاهل أردوغان بسبب انتهاكات حقوق الانسان

 


تشتد الحالة العصبية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحدة هجومه على رموز المعارضة يوما بعد يوم بحيث بدأ يستخدم أغلظ العبارات بحقهم وهو الأمر الذي يثير استياء الجميع بمن فيهم أنصاره. 

ومع أن المراقبين والمحللين يقدمون تفسيرات مختلفة لشرح أسباب حالة أردوغان العصبية هذه إلا أن فشل أردوغان في فتح أي قناة تواصل مع الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن الذي سبق وتعهد بدعم المعارضة لإسقاط أردوغان يأتي في مقدمة هذه الأسباب . 

على الرغم من أن أردوغان يسعى إلى الحصول على أشارة من الادارة الامريكية لكي يستخدمها كدليل على استمرار الشرعية الدولية لنظامه في تركيا إلا أنه من بين الزعماء القلائل في العالم الذين لم يتواصل بايدن معهم بعد تسلم الرئاسة.

وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن أردوغان قد أنفق مليارات الدولارات على شركات اللوبي الأمريكية من أجل تبييض وجهه وإصلاح علاقاته مع واشنطن يتبلور أكثر حجم وأبعاد هذا الفشل وأردوغان نجح في الحفاظ على علاقاته مع واشنطن ولو بنسبة معينة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من خلال تسويق موقع تركيا الاستراتيجي .

إلا أن صناع القرار الأمريكي الجدد في عهد بايدن يبدون عازمين على خطف هذه الورقة من يد أردوغان حيث لاحظوا من خلال تجارب مريرة في غضون 10 سنوات ماضية أنه يستغل هذه الورقة لتكوين ساحة مناورات لنفسه في علاقاته مع الجانبين الروسي والأمريكي في آن واحد. 

ولم يعر بايدن أي اهتمام للرسالة التي بعثها أردوغان  قائلا إن المصالح المشتركة بين أنقرة وواشنطن تفوق الخلافات وإن بلاده ترغب في تعاون أفضل وبمنظور طويل الأمد. 

وكانت مطالبة 54 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي بايدن باتخاذ إجراءات ضد انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا من أهم وأحدث الأدلة على فشل آلة الدعاية العملاقة لأردوغان وأن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تعطيه فرصة لكي يستمر في توظيف موقع بلاده الإستراتيجي في تمرير سياساته الداخلية والخارجية. 

وقد أكدت الرسالة المشتركة التي وقع عليها أكثر من نصف أعضاء الشيوخ الأمريكي  أن "حكومة أردوغان تصبح أكثر استبدادا يومًا بعد يوم وتتعرض المعارضة للتهميش والمنافذ الإعلامية الناقدة للإغلاق والقضاة المستقلون للتصفية ليتم تعيين موظفين من حزب العدالة والتنمية الحاكم محلهم". 


0 Comments: